إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

خواطر حاج ......

خواطري في الحج....
سمعت وانا باستعد للحج ناس كتير بتقول الحج عبادة هدفها الاساس العبودية عن طريق افعال تعملها مالهاش حكمة بس بتنفذها وخلاص... بس بعد ما قاربت رحلتي انها تنتهي فيه اقدر اقول ان مافيش خطوة في الحج مافهاش رسالة ومغزي في منتهي العمق والقوة...
#طوافك حول الكعبة وانتا داخل الحج وانتا خارج من الحج وانتا بتتحلل من احرامك... كل طواف سبعة بعدد ايام الخلق وعكس عقارب الساعة كانك بترجع في دوامة الزمن والتاريخ قبل كل ده...
بتبدا طوافك من الحجر الاسود الحتة اللي نزلتلنا من الجنة فتفتكر مقرك الاصلي اللي نزلت منه بمعصية واحدة بس... معصية كشفت عيبنا كبني ادم الي قيام الساعة... نفسنا الضعيفة... حب الممنوع المرغوب رغم مليون بديل حلال. لحظة النزول والمها وسلسلة السعي في الارض..

وانتا بتطوف تشوف الكعبة وهيبتها بس تستغرب لنقصان بنائها فتفتكر حين نقصت النفقة بال قريش وانهم بكل ثرواتهم ما عرفوش يطلعوا مال حلال يقضي بيت دورين كامل.... وتتفكر انهم رغم شركهم لكن فطرتهم معرفاهم قوي الحلال والحرام وان قلبك هيفضل ينبض بيها طول رحلتك في الحياة مهما بعدت ومهما غمرت قلبك بقاذورات شهواتك وذنوبك....
تقف عند حجر ابراهيم... اللي رجليه حفرت في الصخر علشان يخلد دعوة ربنا في الارض...
كان بيعمل ده مع ابنه رفيق كفاحه ورمز ان الحق هيظل مستمر وهيورث من الصالحين للصالحين...
يبني وهوا بيدعي وكله امل ان الارض دي هتعمر باتباع الحق... وان دعوته هتبلغ الافاق وان ربنا هيجعل قلوب الناس تهوي للحق مهما غيبها ظلام ارض الشيطان...
تخلص طوافك بركعتين ورا مكان رجليه وتشرب زمزم وتشرب وتشرب وتتضلع... لازم تحس قوي براحة ولذة ابراهيم لما خلص بناء الكعبة... لان الذ حاجة بتحسها هوا طعم الماء البارد علي العطش... اشرب وحس بارتواء نفسك وانتا شايف جهدك و كلك يقين انه هيكمل طول ما كان خالص لربك...

#تبدا تسعي وتعيش ورا قدوتك الزوجة المؤمنة اللي عاشت مع زوجها ابتلائات وصبرت معاه علي دعوته وتركه ليها من غير سند بطفل رضيع في صحراء جرداء بس علشان ربنا امره بكده.... فين المنطق في كده؟ طب ربنا بيعمل فيا كده هل لذنب؟ ... طب ذنب الرضيع ايه؟ ... وتفضل صورتها وحدها بابنها في الوادي بين جبلين وتحقق التوازن العجيب بين السؤال الازلي احنا مخيرين ولا مسيرين؟ ... هيا رضيت بحكم الله لكن معاه خدت بكل سبب في ايديها... قعدت تجري من جبل لجبل... تجري تشوف اي مصدر نجاة واول ما توصل الجبل تنزل جري لابنها في الوادي وبعدها تجري علي الجبل التاني وهكذا... 7 مرات سعي وممكن لو زمزم ما طلعتش كانت هتكمل سعي لعدد كبير بس ربنا رحمة بينا احنا الاجيال الضعيفة في عزمها حكم ب7 وكمان هتجري اقل من ربع المسافة في سعيها يا راجل وتتعب وتستعجب من قوة امراة علي السعي فتعرف وقود الايمان بيديك طاقة في سعيك الدنيوي قد ايه...
وخلي لكل شوط اخر كل سعي دعوة مجابة... كاننا وسط بلائنا في الدنيا وسعينا فيها ربنا بيطمننا انا معاكم وسط السعي ده بابي مفتوح ليكم بس طول ما انتا بتسعي... مش هبلغك باب اجابتي الا ما تسعي وتجيب اخرك... ده امتحاني ليك ولاخواتك بني ادم ومفاضلتي بينكم ليوم القيامة...

#تقف بعرفات وقفة في مكان تاني خالص جبل وحواليه صخور... مكان بلا عمار مرة واحدة في نص يوم كل سنة بيتحول لاكثر منطقة علي وجه الارض زحاما بالسكان... كانك بتعيد مشهد يوم الحشر... ارض بلا احياء ومرة واحدة كله يبعث... تقعد تتخيل يوم القيامة وذنوبك وفضايحك بتبان... بتفتكر نفسك وقتها واقف عريان وغاطس في عرقك... والشمس تدنوا منك علشان كده عرفة في اكتر لحظات اليوم حرا... اتخيل الموقف وادعي يا مسكين قبل لا ينفع دعاء... اشتري رقبتك وقت لا ينفعك مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم...
وتبقي عبادة الوقت الدعاء... بس الدعاء... لان مطلوب جدا تحس اليوم ده وقفتك بين يدي الله وقت الحساب... تقعد تحسب ذنوبك وتتوه من كترتها وتفتكر ان كله متقيد بالنفس فتعجز وتستغيث بربنا.... ويبقي ده نواة حجك من غيره مافيش حج...

#مزدلفة... بعد تعبك وتضرعك وكل ما عملت في الحج... روح بات في مزدلفة... بات في ارض اضيق... اوحش.. بات وعبادتك هناك النوم بس... ايوه النوم هتنام لا هتقرا قران ولا هتسبح ولا هتعمل اي شئ هتنام بعرقك باحرامك البالي بشكلك المنكوش... هتبات وتنام ليلة كنومتك بالقبر... ايوه هتعيش لحظة النومة الصغري قبل النومة الكبري... وترتيبها كانك بترجع بالزمن من البعث للقبر للدنيا عكس ترتيبها الفعلي علشان تعيش المشهد بالعكس كل خطوة ربي ارجعون فترجع الان لكن وقتها مافيش خلاص...
ومنظر الاجساد النايمة وهيا بتقوم للفجر منظر مخيف... بتقوم وتجري علي ركعتين الفجر بعد نومة قاسية بعد رحلة اقسي علشان تذكر نفسك بامنيتك في القبر... رجعوني بس اصلي ركعتين... دي امنية اهل القبور... وتصلي الفجر اللي غالبا مقضي حياتك بعيد عنه اللي صلاته خير من الدنيا ومافيها...
تروح بقي ترمي الجمرات... هما اسمهم كده بس الواقع هما حصوات بس حصوة علي قد جهدك الضعيف جمرة علي قد ايمانك... ترمي وتقول الله اكبر وتتخيلها بتتحول نيزك نازل علي الشيطان... صراحة ده اكتر نسك بكون مبسوط فيه 😁... العبادة هنا النيشان والرمي ببقي متخيل الشيطان واقف في النص وفين يوجعك 😂 واجمل شئ لو اخوانك البسطاء من دول تانية تشوفهم وهما بيرموا بغل وحنق ازاي وساعات يرمو شباشب تحسهم عايشين اللحظة خااالص ربنا يتقبلهم ويعلمهم الصواب وينجي رؤوسنا من رميهم 😊
تطلع بعدهم تحلق... لازم تقص شعرك او تحلقه وتعيش شعور نضافة الايمان... انتا بترجم وتكفر ذنوب لازم بعدها تعمل نضافة حسية تعيش بيها نضافتك الروحية... فتتحول من اشعث اغبر باحرامك البالي اللي شخص مهندم منسق الشعر وتذبح لو عليك هدي وتعيش العيد ... حفل تكريم زي اللي مستنيك علي باب الجنة باذن الله....

تروح مني... دي الدنيا بكل بداياتها قبل الحج وبعد ما ربنا كرمك في العيد وبقت عبادتك فيها اكل وشرب وذكر.. تاني عبادتي ايام التشريق ايه؟ ... بقولك اكل وشرب وذكر... ايوه زي الجنة تمام... بس لازم تعيش الدنيا هنا برضو... وتعيش تاريخ دعوة نبيك محمد سليل دعوة ابراهيم.... شفت الحق مكمل ازاي وليه من يخلفه... بس مع كل الاجيال دي لسه الظلام موجود... لسه النبي بيحارب... الكعبة اللي تعب فيها ابراهيم وابنه محاطة بالاوثان والخمور والناس بتطوف عرايا... متخيل بشاعة المنظر... والنبي بيحارب ويدعو يتحاصر ويتمنع عنه وعن اتباعه كل شئ حتي الطعام ويعيشوا علي ورق الشجر ودواب الارض ويعيشوا الهلاك كله... كل ده علشان الحق... ليه ما يئست يا نبي الله دعوة ابائك انهزمت ده الواقع وانتا وحدك مش هتغير شئ... انت جائع محاصر... كفاية كده... لكن النبي يكمل دعوته يجوله يسخروا منه طب ورينا ايه كده يا محمد... انتا عارف توكل نفسك ولا اهلك وموسم الحج بتاعنا والحجاج وهنفضل نعيش الدنيا بيه ودعوتك مش هنسمح بيها لانها ضد كل مصالحنا.... وسط ده كله يشاور النبي علي القمر هنا فينشق....
 اول معجزة خارقة يوريهالهم... لازم في التوقيت ده ربنا يبعتلك امارة تثبت قلبك... ربنا عالم بيك وبضعفك كبشر مش هيحرمك طول ما انتا بتسعي وبتبذل اقصي طاقة ليك... الاية بتيجي تثبتك وسط الطريق مش هتجيلك وانت نايم ابدا... ؛ لازم اللحظة الصفرية توصلها فيشق ليك ربنا الاسباب شق ويعطيك من اوسع ابوابه...

كل حدث بيتربط باخوه وكل موقف بيحفر في اللاوعي عندك المعاني دي... علشان كده فريضة الحج مرة واحدة علي الاقل المعاني دي لازم تتحفر فيك...
اليوم اخر ليلة بمني ارض الدنيا وتعبها والجنة ونعيمها... ارض جهاد النبي ونصره... معسكر ايماني متكامل بقوانين صارمة عسكرية الطابع والاداء... ممنوع تجادل تتخانق ممنوع تغازل هنا لا مكان لشهوة ولا لطباع طينية .. كل غلطة جوهرية بذبح رقبة او صيام مافهاش هزار لازم تحس بتبعات اخطائك... لازم تصحصح للشيطان وتركز علي هدفك... تخلص حجك علي اكتمال القمر بدر... علي نور الحق ساطع علي ارض التضحيات والجهاد... نور التقوي اللي هيا هدفك من الحج علشان تعلم يقينا ان الحق منتصر مهما تاخر النصر تعرف ان العاقبة للمتقين.....
الحمد لله ان وفقنا لهذا ورزقنا بلا حول ولا قوة... اسال الله لي ولاحبابي جميعا خيري الدنيا والاخرة وان يبلغهم جميعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق