إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 10 أغسطس 2019

الدين والمجتمع

هذا الدين جاء ليبني مجتمعًا لا فردًا فحسب.

دين أمرنا بأن نجتمع 5 اجتماعات مصغرة، يوميًا، مع إخواننا وأصحابنا وجيراننا.

وأمرنا باجتماع أسبوعي أكبر شويه، مع جيراننا وأهل شارعنا ومنطقتنا، نستمع فيه لكلمة قصيرة تذكرنا بالله عز وجل.

وأمرنا باجتماع نصف سنوي، أكبر وأكبر، نجتمع فيه بأهل مدينتنا وحينا، في ساحة كبيرة، بأحسن الثياب والعطور والهدايا، ونسمع فيه كلمة أخرى.

وأمرنا باجتماع سنوي ضخم، نحضره ولو مرة في العُمر إن استطعنا، نجتمع فيه بإخواننا في مشارق الأرض ومغاربها من كل حدب وصوب،
بمختلف ألسنتا، وبلادنا، وثقافاتنا، وأعراقنا، وألواننا، ومذاهبنا، ومراتبنا الاجتماعية، نجتمع على صف واحد، بثياب واحدة، نلتزم  نُسكًا واحدة، لعبادة رب واحد لا شريك له، على منهج واحد.

وأمرنا أن نخرج من أموالنا زكاة لغيرنا، وننحر ونُطعم القاصي والداني.

وأمرنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بعلم وحكمة .. ونُذكّر نفسنا وغيرنا .. لا أن نرى غيرنا يلقي بنفسه في التهلكة، أو تُنتهك حقوقه، فنولّي له ظهورنا! .. ولا أنا نرى غيرنا يحتاج نصحنا وإرشادنا فنبخل عليه بالمعروف.

ديننا فيه نظام (للعبادات، والمعاملات، والأقضية والشهادات، والحدود والجنايات، والمواريث والمناكحات، والسياسة الشرعية).. ليس (العبادات) فقط!
ديننا ليس دينًا علمانيًا فردانيًا ينحصر داخل أسوار مساجد منعزلًا عن واقع الحياة!.

أمر الله عز وجل (رسوله) صلى الله عليه وسلم أن يصْبِر نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه .. تخيل من الذي يصبر نفسه مع من؟! .. الرسول من يصبر نفسه مع الصحُبة .. مع الجماعة.. مع الصالحين.

فكيف تبتغي الاستمرار في الطريق وحيدًا يا مسكين؟؟!

كل عام وأنتم في خير وبركة وبهجة وسكينة واطمئنان.. افرحوا، وكبّروا، وأبشروا بالخير ").

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق