إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 29 أغسطس 2019

التنمية البشرية " علم زائف "

التنمية البشرية " علم زائف "
مجرد حزمة شعارات أو نصائح لامعة المظهر، جافة الجوهر. لا تُقدم ولا تُأخّر.
كن إيجابيا، عش حياتك سعيدا، إقتنص الفرصة، ردد هذه الجملة أو ذاك أمام المرآة كل صباح وسوف تتبدل حياتك قريبا،،،،،،،
ويُرفق مع كل شعار أو نصيحة قصة مختزلة " وغالبا مكذوبة " عن قصة كفاح إمرأة أو رجل تخبطت به صعوبات الحياة من كل إتجاه، وظل يجري ويلهث ويكافح وفي النهاية حقق حلمه الذهبي وأصبح بطلا في رياضة ما أو رجل أعمال مليونير أو شخصية قيادية مؤثرة في المجتمع ووو إلخ !!
وتُطبع الكتب المُسطّرة بكل تلك الهُراءات، محملة بعنوان سخيف،
ولزيادة جاذبية الكتاب يُكتب أعلاه " هذا الكتاب حقق أعلى مبيعات هذه السنة طبقا لمجلة نيويورك تايمز أو واشطن بوست. " !!
ويتهافت ذوي أنصاف الوعي لشراء هذه الكتب وإضاعة أوقاتهم الثمينة عليها !!

لو تأملت كلمة " تنمية بشرية " فهي لا تختلف كثيرا عن كلمة " تنمية إقتصادية " أى تنمية إقتصاد الدولة.
فعندما تقوم دولة بما بإنجاز تنمية إقتصادية، فذلك يعني إقامة مشاريع إنتاجية كبيرة، تقضي على البطالة والفقر، وترفع مستوى معيشة الأفراد، وتنشّط حركة التجارة والصناعة وهكذا.
تنمية حقيقية لها صدى ملموس على أرض الواقع (y)
كذلك التنمية البشرية، تعني تنمية الإنسان، جسدا وروحا.
فعندما تأكل وتشرب وتنام جيدا وتهتم بلياقتك البدنية بممارسة الرياضة والبعد عن التدخين والخمر، فذلك يُعد تنمية بشرية على المستوى المادي " الجسد "
وعندما تقرأ القرآن أو السيرة النبوية أو نصا أدبيا أو تتعلم الشعر أو تهذب نفسك أخلاقيا بالصلاة والزكاة والصوم، فذلك يُعد أيضا تنمية بشرية على المستوى الروحاني " النفس "
وعندما تتعلم مهارة جديدة كالرسم أو البرمجة أو التدريس، أو تتعلم لغة جديدة أو فن الترجمة، أو تتعلم حرفة ما أو تصبح مخترعا، فذلك أيضا تنمية بشرية شاملة وتفيد أكثر في الجانب المهني.
وما تنميه في الجسد ينعكس بالإيجاب على النفس، وكذلك ما تنميه في النفس ينعكس بالإيجاب على الجسد.
تلك هي التنمية البشرية الحقيقية، حيث يقل القول ويكثر العمل.
" أثر عمل رجل في ألف رجل أكبر من قول ألف رجل في رجل. "

#من_كتابتي_الشخصية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق