إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 11 أغسطس 2019

فضل العمل في عيد الأضحى

اقرأ وركز جيدًا ولو محتاج أي توضيح اكتبه في تعليق ..

الحمد لله وحده ..
بوّبَ الإمام البخاريُّ في صحيحه باب بعنوان "فضل العمل في أيّام التشريق"

وذكر حديث سيدنا ابن عبّاس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما العملُ في أيّام العشر أفضلَ من العمل في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟
قال: ولا الجهادُ، إلا رجلٌ خرجَ يُخاطرُ بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

هذا نص الحديث في صحيح البخاري، ثمَّ يعقب عليه بفضل التكبير فيهنّ بالأثر الوارد أن ابن عُمَرَ وأبو هريرة كانا يخرجان إلى السُّوق يكبّران ويُكبّر النّاسُ بتكبيرهما.

هذا ممَّا شَغَلَ فكري، وخاصةً أن الإمام في تبويب الصحيح لا يبوب هباءً بل يضع العنوان في مكانه وبفقهه وبفَهمه العميق.

عِلمًا أن ابن ماجه صاحب السُّنن وضع هذا الحديث"ما مِن أيامٍ العملُ الصالح"  في باب: صيامُ العشر!
كذا غيره كالترمذي وأبو داود وغيرهما من أصحاب السنن والمسانيد=ذكروا بأن المراد بالأيام في الحديث أنّها أيّام العشر من ذي الحجة.

فكيف يُجاب على الإشكال في ترجمة البخاري لهذا الباب
"فضل العمل في أيام التشريق" ؟!

ردَّ ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري قائلًا:
أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها، وأيّام التشريق أيام غفلة في الغالب فصار للعابد فيها مزيد فضل على غيرها كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام، وفي أيّام التشريق سِرٌ آخر وهي أنها وقعت فيها محنة الخليل إبراهيم عليه السلام بولده، ثُمّ منَّ عليه بالفداء فثبت لها الفضل بذلك.

وقالوا:
-أن الشيء يَشرُف يمجاورته للشيء الشريف، وأيّام التشريق تقع بعد أيّام العشر، فثبتت بذلك الفضيلة بأيام التشريق.
-أن بقيّة أعمال الحج تقع في أيام التشريق؛ كالرمي والطواف.
-أن بعض أيام التشريق هو بعض أيام العشر وهو يوم العيد، وهو يوم الحج الأكبر.

وعليه:
فإني أميلُ إلى ترجمة البخاري لهذا الباب=لهذه الأسباب المذكورة آنفا، ولأن الله تعالى قال: "ويذْكُرُوا اسمَ اللهِ في أيّام معلومات"؛أي أيام العشر.
وقال: "واذكروا الله في أيّامٍ معدودات"؛ أي في أيام التشريق.
فثبت بذلك فضل أيّام التشريق وأنها أيّام ذكرٍ وبر وصلة وإدخال السرور على الغير بالصدقة والبسمة=هذا كله اجعله -يرحمك الله- بنيّة العبادة في أيّام التشريق، واعلم أن أيامَ التشريق أيامُ أكلٍ وشرب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فلا صيام فيها.

فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق