إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 10 أغسطس 2019

مقالات مختارة



- من أكتر من 20 سنة فاتت "شادي عدلي" بيقول إنه كان عنده أخ أصغر منه بـ سنتين إسمه "ديفيد".. رغم إن علاقة الإتنين الإخوات كانت لطيفة ومافيهاش قصة الناقر والنقير وهما عندهم 6 و 4 سنين بس والدهم كان بيتعامل معاهم فى تربيتهم بشكل ساب أثر مهم فى تكوينهم حتى لما بعد كده كبروا هما كمان وبقي عندهم عيال!.. كان والدهم لو راجع من الشغل وجايب للولدين حاجة حلوة معاه من بره مايرضاش يطلع بيها على البيت ويسيبها فى العربية بتاعته تحت!.. ليه؟.. "شادي" بيقول إنهم عرفوا بعد كده من والدهم إنه ماكنش عايز يخلّى ولاده  يربطوا فرحتهم برجوعه للبيت بالحاجة الحلوة.. لأ.. مجرد رجوعه للبيت هو ده الحلو.. طيب والحاجة اللى فى العربية بيديهالهم إمتى!.. بأى طريقة بقى مش بتفرق.. مرة يدى مفتاح العربية للبواب ويخلّيه يطلعها.. ومرة يخلّى العيال تتفاجىء بالحاجة وهما راكبين معاه العربية (إيه ده شوفتوا كنت جايب إيه وناسيه فى العربية!).. مرة يتفق مع والدتهم إنها تحط الحاجة قدام باب البيت الصبح بدرى وهما نازلين المدرسة فيلاقوها قدامهم فجأة!.. إختلفت الطرق لكن الهدف كان دايماً بيتحقق.. المهم إن حبهم لأبوهم مايكونش لغرض وسبب!.. آه أحياناً كان بيعمل حوار المكافأة وحاجة قدام حاجة بس لما يكون الأمر متعلق بالدراسة والنجاح.. يعنى لو نجحت هجيب لك كذا.. آه دى مافيهاش مشكلة مادامت فى مصلحة الولد.. مع الوقت كان حب "شادي" و"ديفيد" لوالدهم أ."عدلي" محبة بيور نقية خالية من المصلحة، ومع الوقت أكتر ده خلاّهم حتى فى تعاملهم مع الناس العادية فى الحياة يبقى الموضوع مبنى قراءة شخصيات الناس صح بدون البص لـ أنا هقدر آخد منهم إيه!.

- على "تويتر" فيه شاب مصري إسمه "شيكا" كتب التويتة المطولة دى: (بابا الله يرحمه فضل مخبي علينا مرضه بالسرطان 10 سنين وهو فى بلد وإحنا فى بلد!، كان كل همه إنه يوفرلنا كل اللى محتاجينه عشان ننجح!.. خاف يقولنا عشان مذاكرتنا متتأثرش!..كان عنده سرطان فى الدماغ إسمه glioblastoma  وملوش علاج فى العالم كله، لحد دلوقتي واول ما حد بيتشخص بيه الدكتور بيقول للعيان إن قدامه أقل من سنتين يعيشهم.. بس بابا قاوم 10 سنين!.. من سنتين بابا حكالي وكنت أجلت السنة وسافرتله وكانت أول مرة فى حياتي أشوف بابا فى الوضع ده!.. كانت فرصتي الأخيرة إنى أقربله وأعرفه اكتر.. لحد آخر يوم فى عمري هفضل ممتن للفترة دي فى حياتي لأنى ماشوفتش ولا هشوف فى قوة بابا وصموده.. يارب قدرني أحقق كل حاجة بابا كان بيتمني إنى أحققها!).

- المواطن الأمريكى " مايكل هارجروف " كان فى المطار منتظر واحد صديقه جاى من السفر .. أثناء إنتظاره وهو بيبص على وشوش الناس اللى خارجين من جوه بيدور على صديقه لفت نظره إن فيه راجل ماسك شنطتين بيقرب ومتجه ناحية أسرة مكونة من سيدة شايلة طفلة رضيعة ومعاها ولدين واحد 10 سنين والتانى 6 سنين .. كان واضح إن الراجل اللى معاه الشنطتين هو الأب وإن دى هى أسرته منتظراه فى المطار .. جمال منظر مقابلة الأب مع زوجته وأولاده شد نظر " مايكل " فتابعهم بعينه خصوصًا إنه ساعده فى ده إنه كان واقف قريب منهم .. الأب حط الشنطتين على الأرض وحضن الإبن الكبير بحب وحنان وقال له : (كيف حالك يا زاك لقد أفتقدتك للغاية).. الولد حضن أبوه حضن صادق وقال: (وأنا أيضًا يا أبى).. الأب حضن الإبن الأوسط بحب برضه وبمنتهى الحنان وقال له: (لقد أصبحت شابًا يافعًا الآن يا بنى،كنت أفتقدك أيضًا يا جون وأكتشفت أننى أحبك للغاية).. الولد الوسطانى حضن أبوه برضه وقال له بخجل: (وأنا أحبك يا أبى وأفتقدتك جداً).. الأب قرب من زوجته وشال منها الطفلة الرضيعة وباسها هى كمان وبعد كده حضن مراته وسلم عليها هى برضه بمنتهى الحب.. الحقيقة إن منظر الأسرة الجميلة دى كان حلو ومبهج ويشد نظر أى حد فى المطار مش "مايكل" بس .. لكن فجأة و "مايكل" وبسبب الفضول اللى عمل عمايله فى دماغه وبسبب برضه كمية الحفاوة والود والحب المبالغ فيهم اللى شافهم من الراجل لولاده راح عشان يسأله!.. "مايكل" سأل: (عذراً سيدى، لكن منذ متى وأنت غائب عن أسرتك؟).. الأب رد: (منذ يومين كاملين).. "مايكل" إندهش وإستغرب وقال: (يومين فقط!، وكل هذه الحميمية فى الإستقبال؟).. الأب قال: (بالطبع، إن لم يجدوا منى الحب ولو لم أجده منهم لن يكون هناك قيمة لا للحياة ولا لعلاقتنا من الأساس!، حتى إن كان الغياب ساعات وليس يومين فقط!).

- من القصص الأدبية الأمريكية العالمية المشهورة واللى بيتم إستخدمها لبيان دور الأب وأهميته فى حياة أولاده فيه ولد صغير أبوه بعته عشان يروح يدفع فلوس فاتورة الكهرباء بنفسه رغم إنه لسه ماعداش الـ 10 سنين بس بسبب زن الولد إنه عايز يعتمد على نفسه وإنه بقى راجل وبتاع وافق الأب.. خصوصاً كمان إن مكان شركة الكهرباء كان جنب البيت فميش مشكلة.. وصل الولد للشركة ووصل لمكان الدفع فالموظف قال له بعدم إهتمام: (لقد إنتهى اليوم إذهب الآن وتعال غداً).. الولد اللى كان مش عايز يرجع البيت غير وهو عامل المهمة على أكمل وجه عشان مايبقاش عمل 7 رجالة فى بعض وفى الآخر طلع عيل؛ إتضايق وقال للموظف إنه لأ لازم أدفع دلوقتي!.. طبعاً الموظف إستقبل كلامه بعصبية وقال: (لقد أغلقنا الأجهزة وأنت أتيت متأخراً!، إذهب الآن).. الولد قال: (هل تعلم من هو والدي؟، هل تعتقد لو أتيت بوالدي ستقول نفس الكلام؟).. الموظف ماردش وقال بينه وبين نفسه إيه الهبل ده وطنشه.. الولد خرج جرى من المكتب ورجع بعد شوية ومعاه أبوه.. شكل وهيئة الأب كانوا بيدلوا على بساطة حاله.. هدوم متوسخة، وشحم على وشه بسبب طبيعة شغله كعامل تصليح عربيات.. كان واضح إن الأب مكسوف وجه غصب عنه وهو فى المنظر ده عشان يشوف إيه اللى حصل مع إبنه.. الموظف لما شافه قام سلم عليه بإحترام وتقدير وشِبه إنحنى ليه، وبعدها بص للولد وقال له: (سأنجز معاملتك حالاً).. الولد قال بفخر: (أرأيت! قلت لك إنك لن تستطيع إن تقول لا لأبي).. الأب بمنتهى الإمتنان شكر الموظف بعينه إنه كبّر بيه قدام إبنه اللى شايفه حاجة كبيرة ومهمة.. أى إبن دايماً بيشوف أبوه سوبرمان قادر يحل أى مشكلة ووجوده بيحسم أى حاجة متعلقة.. ده اللى فهمه الموظف لوحده بمجرد ما شاف الأب.

- علاقتى  بأبويا كانت بالظبط زى علاقات كتير قرأت عنها قبل كده.. أبويا الله يرحمه كان النصف التانى بتاعى.. إتشاركنا فى حاجات كتير.. فى المصايب.. فى مساعدتى فى المذاكرة.. فى الصوت القريب من بعضه اللى كان بيلخبط أى حد بيتصل بينا على التليفون الأرضى.. اللبس اللى كنت بخنصره من وراه، وهو برضه.. فى رأيى اللى كان بيحب يسمعه ورأيه اللى كنت بتلكك عشان أسمعه.. إحساسنا ببعض من غير كلام.. الضحك والكركرة.. الزعيق والشخط.. صحيح كان عندى مشكلة دايماً فى التعبير عن حبى له بس ده ما يمنعش إننا كنا بنكمل بعض وإن ضهرى إتكسر بعد وفاته.. آه كان بيحصل بينا خلافات زى أى أب وإبنه؛ بس خلافات عيالى لـ قُصر نظرى وصغر مخى أنا وقتها.. كنت بحبه لكن آجى لحد كلمة (أنا بحبك) وتقف فى اللسان ماتطلعش!.. كنت فاكر إن المشكلة فيا أنا بس لكن لما قرأت عرفت إن الموضوع مش عندى أنا لوحدى وإن الأزمة دى عالمية وإتكتبت فى كتب كتير!.. حتى لما فى مرة إستجمعت شجاعتى عشان أقولهالوا؛ وقفت قدامه تنحت وقلت له: (تصبح على خير ) بدالها!.. من وقتها كل ماكنت أحس إنى عايز أقول له (أنا بحبك) تطلع منى غصب عنى (تصبح على خير )!.. كنت بقول لـ نفسى أصل إيه (أنا بحبك) دى!.. هو فيه راجل يقول لـ راجل أنا بحبك!.. لما جت فترة تعبه والغيبوبة والعناية المركزة والتدهور الصحى إنتهاءًا بالوفاة يمكن أكتر حاجة ندمت عليها إنه ماسمعش منى كلمة (أنا بحبك).. مش كتير بيحسوا بقيمة الأب إلا بعد وفاته وبيضيعوا وقت وعُمر قبل ما يكتشفوا إن الأب هو ظل الله على الأرض.. أكتر إنسان مش هيبخل عليك بأى شىء حتى ولو عمره.. البنى آدم الوحيد اللى هيتمنى تكون أفضل منه.. ربنا يرحم كل الأبهات اللى توفوا ويبارك فى عمر اللى عايشين ويشفى المرضى منهم.. وبالنسبة لمشكلتى مع أبويا أنا خلاص عرفت أحلها؛ إن شاء الله لما أشوفه ونتقابل بعد الحياة أنا متأكد إنى مش هضيع وقت وأول حاجة هقولهاله هى (أنا بحبك) ولحد ما ده يحصل (تصبح على خير) يا عُبد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق