إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 5 سبتمبر 2019

مصر ترجمتها Misr وليست Egypt

مصر ترجمتها Misr وليست Egypt

وراء كل اسم لمدينة أو بلد من البلاد تاريخ وحكايات مدفونة بين ركام الماضي،
منذ عامين وأنا أتساءل، لماذا يترجم إسم " مصر " إلي Egypt ؟
بالرغم من أن أسماء العلم عندما تترجم لا يختلف نطقها كثيرا عن لغة المصدر.
مثلا لبنان = Lebanon
إيران = Iran
ليبيا = Libya
سوريا = Syria
إنجلترا = England
روسيا = Russia
وهكذا
لكن لماذا مصر = Egypt ؟
ثم لاحقا انتبهت الي أن ترجمة اليونان = Greece
الإسم المترجم يختلف عن الإسم الأصلي !!
وإتضح لي بعد البحث أن ذلك الإسم Greece ليس ترجمة إسم اليونان الحقيقي، ولكن هذا الإسم أطلقه أعداء اليونان عليها، وتعني " الجبان "
فعرفت أن كلمة Egypt وراءها سر مدفون من أسرار التاريخ !!
حالفني الحظ وتتبعت بعض المصادر التي أهدتني الي ضالتي، وكانت الكتب التالية:-
ويل ديورانت – قصة الحضارة
ابراهيم نصحي – تاريخ الحضارة المصرية
فرانسوا ديماس – آلهه مصر
ألفريد باتلر – فتح العرب لمصر
فاضل سليمان – أقباط مسلمون قبل محمد صلى الله عليه وسلم

القصة تبدأ منذ عام 525 ق.م عندما قام الفرس بقيادة قمبيز الثاني بغزو مصر والتغلب على فرعون مصر آنذاك بسماتيك الثاني في معركتى الفارما ومنف، فصارت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية الفارسية، حتى عام 332 ق.م عندما فتح الإسكندر مصر وطرد منها الفرس !
ثم أنشأ مدينة الإسكندرية، وأصبحت هي العاصمة الجديدة لمصر، وظلت كذلك مدة ألف عام !!
وعندما مات الإسكندر عام 323 ق.م إنقسمت إمبراطوريته المترامية الأطراف بين قواده، وكانت مصر من نصيب بطليموس الأول،
ثم توافد اليونانيون والمقدونيون الي مصر للعيش بها، وعلى إثر ذلك تم إنشاء مجموعة من المدن اليونانية الخاصة لهم، حوالي 5 مدن وكان أهمها الإسكندرية.
 وبذلك بدأ عهد البطالمة في مصر أو ما يسمى بعصر الحضارة الهللينستية.

- الطبيعة السكانية لمصر :-
في تلك الفترة إنقسم المجتمع المصري الي قسمين،
القسم الأول وهم المصريون ذوي الجذور المصرية الأصيلة، ( المجتمع المصري )، وكانوا يسكنون القرى والنجوع.
والقسم الثاني هم المصريون ذوي الجذور الأجنبية من اليونان ومقدونيا وباقي البلاد الأخرى، وشكلوا بذلك هيكل المجتمع الإغريقي في مصر، وكانوا يسكنون الإسكندرية وباقي المدن اليونانية في مصر.
وكانت مصر يطلق عليها إسم " الكيميت " أى الأرض السوداء نسبة الي طمي النيل وخصوبة أرضها وإزدهار النشاط الزراعي فيها.
والمواطن المصري ذو الجذور المصرية كان يُعرف بــ الكيميتي " وتعني الفلاح أو القروي أى الساكن في القرى، وكانت أيضا تعني " وثني " !!
أما المواطن المصري ذو الجذور اليونانية كان يُعرف بــ الجبتي أو الجبت أو الإيجبتوس.
وكان الجبت ينظرون الي باقي المصريين نظرة دونية، وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية !!
حيث كانت مدينة الأسكندرية محصنة من الناحية الثقافية والإجتماعية للحد من دخول المصريين الأصليين ( الكيميت ) إليها، فكانت تمنح حقوق مواطنة خاصة لسكانها الجبت وكأنه امتياز حصري لهم يميزهم عن باقي المصريين، ولا تُمنح هذه المواطنة إلا لعلية القوم المصريين تحت قواعد وشروط خاصة.
وكان بعض المصريين الكيميت يهربون الي الإسكندرية لتنجب دفع ضرائب كثيرة وللإندماج وسط المجتمع الإغريقي " الجبت "
وظل الوضع قائما هكذا حتى هاجم الرومان مصر بقيادة أوكتافيوس ( أغسطس ) واشتبكوا مع قوات أنطونيوس وكيلوباترا أخر حكام البطالمة في موقعة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م والتي إنتصر فيها الرومان، وبدأ بذلك عهد الرومان في مصر.
عقب الإنتصار كتب أغسطس على العملة النقدية التي أصدرها خصيصا " إيجيبتوس كابتا " أى إنتصرنا على الجبت، أى الذين حاربهم في معركة أكتيوم، أى المصريون اليونانيون.
وكانت مصر في نظر الرومان بعد إحتلالها تنحصر في الإسكندرية فقط، حيث كانت منارة مزدهرة بالعلوم والتجارة.
وكان لليهود حي خاص بهم ضمن الأحياء الخمسة في مدينة الإسكندرية،
وقد لخص المؤرخ فيلون اليهودي صورة المجتمع المصري ( والذي كان معاصرا لتلك الفترة ) قائلا " أنا لا أعلم في مصر إلا نحن وهم "
نحن = اليهود،، هم = الجبت ( المجتمع الإغريقي في الإسكندرية )
وكأن المصريون الأصليون الذين يسكنون القرى والنجوع في نظره مجرد ظلال حية !! لا وجود لهم في مصر التي يعرفها !!
وبذلك يممكنا إستنتاج من أين أتى لفظ Egypt
فهي مشتقة من اللفظ اللاتيني إجبتوس Aegyptus المشتق من اللفظ اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος
حرفي الواو والسين (وس) الملصقة في آخر الكلمة هي علامة رفع للأسماء في اللغة اليونانية
إيجيبتوس = إيجيبت = الجبت = Egypt
ولو دققت في لفظ ( الجبت ) لعرفت أن منه خرج لفظ ( القبط ) الي النور.
الجبت = القبط
وهنا ينكشف التزوير التاريخي الصادم،،،
مصر لم تكن يوما مسيحية !!
بدأ عهد دخول المسيحية في مصر على يد القديس مرقس الذي جاء الي الإسكندرية، وبدأ هناك ينشر تعاليم الديانة المسيحية ( النصرانية ) بين المجتمع الإغريقي، أى المجتمع الجبتي، أى المجتمع القبطي !! ثم إنتقل الي باقي المدن الإغريقية الأخرى في مصر.
وتجاهل القرى والنجوع، ومن ثم لم تنتشر دعوته بين عموم المصريين الكيميت !!
وبالتالي ظل غالبية الشعب المصري وثنيين، وظلوا كذلك حتى عهد الفتح الإسلامي لمصر.
ولم تنتشر الديانة النصرانية إلا داخل مجتمع الجبت أو القبط فقط وقليلا جدا من المصريين الكيميت.
وأكبر دليل على ذلك، أن أسماء المسيحيين الأوائل كانت يونانية !!
وحتى وقتنا الحالي، أغلب الأسماء المسيحية ( خاصة رجال الدين ) يونانية الأصل وليست مصرية.
كذلك الكتابة القبطية خير دليل، فهي تُكتب بحروف اللغة اليونانية !!
وبذلك يتضح أن لفظ قبطي في الأصل لا يعني مسيحي أو مصري، ولكن تعني من سكن مصر من اليونانيين.
ولأن المسيحية إقتصرت فقط على مجتمع الأقباط، أصبح الآن لفظ الأقباط يُطلق على مجتمع المسيحيين في مصر.
ولكن هناك من المؤرخين والدارسين الذين يذهبون لأبعد من ذلك ويدّعون أن لفظ قبطي تعني مصري !!
وبالتبعية يصبح لفظ القبط ملازم لجميع سكان مصر، ويصبح لفظ Egypt هو الغطاء الذي يُدفن تحته الحقيقة !!
لينطبع في عقل المؤرخين والدارسين بعد ذلك أن مصر كانت مسيحية في الأصل !!
فتذكروا دائما، أن ترجمة إسم مصر هي MISR وليست EGYPT
كما ذكرها الله في القرآن " إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم " ( البقرة 61 )
في الحقيقة، يشرفني أن تكون مصر مسيحية الأصل ( بكينونتها التوحيدية الأصلية ) بدلا من أن تكون وثنية الأصل،
ولكن هدفي الوصول للحقيقة سواء كانت مرضية أم مؤلمة !
ولعل البعض منكم يتبادر الي ذهنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حينما أمر المسلمين قائلا " إستوصوا بالقبط خيرا "
فهل كان بذلك يقصد أهل مصر عموما !!
الإجابة لا، لأنه خص بالذكر القبط فقط، وكان أكثرهم نصاري، وهم من أهل الذمة، وبذلك فقد أوصى بهم خيرا.
ويؤكد هذا الكلام تكملة الحديث " فإن لكم فيهم ذمة ورحمة "
ولا يمكن أن يوصي الرسول خيرا بعبدة الأوثان، لأن ليس لهم ذمة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق