إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

السلحفاة جوناثان عميد الحيوانات الحية

السلحفاة جوناثان عميد الحيوانات الحية أحد أعلام جزيرة هيلانة في سن 185 عاماً

كاد جوناثان أن يعاصر الامبراطور الفرنسي نابوليون خلال منفاه في جزيرة القديسة هيلانة بين 1815 و1821، وله صور قبل أكثر من قرن مع سجناء من مستوطني "بوير"، كما أنه يتحدى قوانين الطبيعة... فذكر السلحفاة هذا البالغ من العمر 185 عاماً على الاقل هو بلا شك عميد الحيوانات الحية على الأرض وأحد مقاصد هذه الجزيرة في الأطلسي.

تعاين الطبيبة البيطرية كاثرين مان اسبوعياً السلحفاة جوناثان الذي يمد لها عنقه الطويل فيما تنكب الشابة على مداعبته. وتقول مان وهي الطبيبة البيطرية الوحيدة في هذه الأرض البريطانية المعزولة الواقعة في منتصف الطريق بين افريقيا وأميركا الجنوبية، "إنه أهم مريض لدي".

ويمثل ذكر السلحفاة العملاق جوناثان "مؤسسة" قائمة بذاتها، وهو على الأرجح أشهر السكان في هذه الجزيرة التي تعد 4500 نسمة. صور هذا الحيوان مطبوعة على القطع النقدية المحلية وطوابع الهجرة الخاصة بجزيرة القديسة هيلانة. كذلك تخول قوة الجذب السياحية، هذا الحيوان التنعم بمعاملة تفضيلية، اذ ان مطابخ حاكمة الجزيرة هي التي تحضر له الطعام من جزر وخس وخيار وتفاح وإجاص. وتمازح كاثرين مان بالقول: "هو يحصل على الارجح على فواكه وخضر بنوعية أفضل من تلك التي ينالها سكان الجزيرة" الذين يستوردون المواد الغذائية بالسفن. وتبقى ظروف وصول هذه السلحفاة العملاقة المتحدرة من جزر سيشيل إلى جزيرة القديسة هيلانة لغزاً. لكن ثمة أمرا مؤكدا هو أن جوناثان تخطى منذ زمن بعيد "مدة صلاحيته" أي العمر الأقصى للسلاحف والذي يقرب من 150 سنة وفق كاثرين مان. عن سر عمره المديد؟ تجيب الطبيبة البيطرية الفرنسية البريطانية: "الزواحف لديها أيض بطيء، هي تتنفس ببطء وتأخذ وقتها في الأكل والشفاء... والشيخوخة".

إلى ذلك، يعيش جوناثان "حياة فيها الكثير من الرفاه والقليل القليل من التوتر. هو يمضي وقته على المساحات العشبية" قبالة سواحل المحيط الاطلسي "وربما يكون طبعه الهادئ سببا من أسباب عمره المديد".

هذا الحيوان كفيف وفاقد لحاسة الشم لكن سمعه لا يزال على حاله، ولا يزال ينجذب للسلاحف الاناث وفق حاكمة الجزيرة ليزا فيليبس. عندما سينفق جوناثان، ستفعّل خطة "اوبيريشن غو سلو" (عملية "التحرك البطيء") التي تلحظ حفظ صدفته وعرضها. كما أن بيان النعي جاهز تحسباً لتلك اللحظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق