إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

تسلا....

يقول المهندس والمؤلف البارز فى مجال الكهرباء بيرند.

"أننا لو قمنا بمحو وإزالة نتائج أعمال تسلا من عالم المعرفة، لتعطلت عجلات الصناعة، وتوقفت سيارتنا وقطاراتنا الكهربائية، لكانت المدن والبلدات النائية مظلمة تمامًا، وأصبحت طواحيننا جامدة دون حراك.."

لو سألت مهندٍس كهربائى اليوم من هو نيكولا تيسلا؟
ربما يعجزَ عن التعرف عليه أصلاً. ولكن إذا تمكنَ من معرفته، فالجواب سيكون : أليس هذا هو مخترع التيار المتناوب ؟!
هذا كل ما يمكن أن يقوله متخصص فى مجال الكهرباء عن الرجل الذى يُعتبر الوالد الحقيقى للكهرباء!..

كيف يمكن أن يكون لرجل بمثل تلك المكانة أن يكونَ مجهولاً تماماً لدى الجميع.. رغم هذا الكم الهائل من الإنجازات التى ساهمت فى تجسيد حياتنا العصرية!

هل تعرف أنك لو اطلعتَ على أى مرجع يبحث فى المواضيع العلمية سوف تكتشف بأن معظم الإبتكارات التى تعود أساسًا لنيكولا تسلا مذكور فى المراجع أنها تعود لأشخاصٍ آخرين..

على سبيل المثال يُذكر ان الراديو هو من اختراع ماركونى.
مع أنه يوجد تفاصيل براءة إختراعٍ قديمة تعود لنيكولا تسلا..
وخلال اطلاعك على المراجع العلمية المُختلفه. ابحث عن المكتشف الأول لمصباح الفلوريسنت.. ومصابيح النيون، وعددات السرعة للسيارات. ونظام تشغيل المحركات. والمبادئ الأولية للرادارات. والميكروسكوب الإلكترونى. والمايكروويف. والراديو. والتليفزيون. واللاسلكى المُتحكم عن بُعد.. والكثير الكثير من الإختراعات الثورية التى يُقدر عددها بسبعمائة إختراع.. وإذا لم يتم التلاعب بالمعلومات.. ستجد أنها جميعها من إختراع نيكولا تسلا.

من هو نيكولا تسلا ؟!

ولد تيسلا فى عشرة من الشهر السابع لعام ألفٍ وثمنمائة ستة وخمسون.. فى قرية صغيرة فى كرواتيا.. وهو مكتشف نظام التيار المتناوب والعديد من المساهمات الأخرى التى تحتاج لفيديو كامل خاص بها.  بعض تلك الابتكارات تشمل المولدات الهيدروكهربائية التى تُستخدم فى السدود المائية. ونظام توزيع الكهرباء المتناوب الذى نستخدمه اليوم. وجهاز إطلاق أشعة إكس. والتصوير بالرنين المغناطيسيى. والراديو والرادار وغيره.

كان تيسلا يعمل فى الفرع الأوربى لشركة أديسون، ومهمته هى تصميم آلات الدينامو.. وعندما كان فى أوربا خرجَ بتصميه الأول لمحرك يعمل بالتيار المتناوب، وبعد تطبيقه كان ناجحًا ثم سافر إلى أمريكا. وبدأ بالعمل مع أديسون فى نيويورك. وبسبب ابتكار تيسلا وهو التيار المتناوب نشب صراع بينه وبين اديسون.. لأن أديسون أسس إمبراطوريته على التيار المستمر. وكان التيار المتناوب يهدد بهدم تلك الإمبراطورية.

ورغم أن أديسون استخدم نفوذه لتدمير تيسلا وتياره المتناوب. إلا أن هذا الإبتكار أثبت جدواه وبقى صامدًا. لأن التيار المستمر لا ينتقل جيدًا عبر المسافات الطويلة ويضعف ويتلاشى. اما التيار المتناوب فهو أكثر كفاءة لأنه يمكن مضاعفته لمستويات عالية من الجهد.. ومع مرور الوقت أصبح التيار المتناوب هو المستخدم لنقل الكهرباء إلى المنازل والمصانع وأخذت الكهرباء تعبر مسافات شاسعة لإنارة المدن والبلدات النائية..

لا تقتصر عبقرية نيكولا تسلا فى البحث والتطوير على التيار المتناوب.. فقد تحدث فى مرة فى أحد مؤتمراته الصحفية عن تقنية تستطيع نقل الصوت والصورة عبر الأثير والتى هى التلفزيون.. وكذلك أشعة قاتلة تستطيع التدمير من مسافات بعيدة وهى الليزر.

وهناك العديد من الإنجازات التى لم نسمع عنها بسبب قمعها الدائم والمستمر من قبل المسيطرين على الاقتصاد العالمى.
مثل محرك القرص التوربينى.. وأنظمة الإنارة عالية التردد. والطاقة الكهربائية اللاسلكية. وجهاز صنع الزلازل. وتقنية التداخل الموجى التى عُرفت بإسم قاذف تسلا. وغيرها من التقنيات التى تعتبر أسرار عسكرية لدول كبرى.

عندما انتهى توماس أديسون من العمل على مصباحه كان يبحث عن نظام كهربائى خاص يستطيع الوصول إلى كل منزل لإنارة المصابيح.. وكان يواجه مشاكل كثيرة مع نظام التيار المستمر. ووقتها وعد تيسلا بجائزة مالية كبيرة إذا استطاع العثور على حل للمشكلة. واستطاع تيسلا إيجاد الحل لكن أديسون لم يفى بوعده ولم يمنح شيئًا لتسلا مقابل هذا الإنجاز. ومنذ تلك اللحظة بدأت الحرب التى أعلنها أديسون على تيسلا ودامت لفترة من الزمن.

وعندما بدأ الكلام عن التيار المتناوب الذى كان أفضل من التيار المستمر. نالت إعجاب جورج وستنغهاوس. ووقع عقد مع تسلا يمنحه الحق فى استخدام هذا النظام مقابل الحصول على اثنين ونصف دولار مقابل كل كيلوواط من الكهرباء التى يبيعها.

واصبح لدى تيسلا الكثير من الأموال التى تمكنه من إجراء اختباراته الاستثنائية التى طالما حلم بها. ولكن على الجانب الآخر كان توماس أديسون قد خسر كل الأموال التى استثمرها فى نظام التيار المستمر. ولذلك بذل كل ما عنده لتشويه سمعة تيسلا كلما سنحت له الفرصة.

وعندما تجاوزت عائدات تيسلا من مردود شركة وستينغهاوس مبلغ المليون الدولار واجهت الشركة مصاعب مالية كبيرة وأدرك تيسلا وقتها أن الشركة ستنهار وتخرج من السوق. ولأنه كان يحلم ان يوفر الكهرباء للعالم قام بتمزيق الإتفاقية وسامح الشركة بالعائدات. وتم تعويضه بمبلغ ربع مليون دولار مقابل تنازله عن جميع حقوقه الفكرية.

فى بداية الحرب العالمية الأولى بحثت الحكومة بيأس عن طريقة لتحديد مواقع الغواصات الألمانية. فتم تكليف أديسون لأن يجد حل لتلك المسألة. واقترح تيسلا وقتها استخدام موجات طاقة لتحديد مواقع آليات العدو. وهذا المبدأ هو نفسه الذى نستخدمه اليوم ونسميه الرادار..

لماذا تم محو تيسلا من ذاكرة الشعوب مع أنه أعظم مخترع فى التاريخ ؟!

هل لأنه كان يسبق عصره بمراحل وأشواط عديدة ؟
قد يكون هذا السبب وجيه حقًا. الحقيقة أن أعمال تيسلا الإستثنائية قد فتحت الأبواب على مصراعيها لبروز تكنولجيا عظيمة فائقة المستوى.. فى الوقت الذى لازال معظم سكان العالم يركبون الخيول. والبهائم والحمير من أساسيات الحياة اليومية.

لربما تكنولجيا بهذا المستوى قد تُسبب صدمة لشعوب لازال أفقها محدود بحيث لا يتجاوز حدود الاهتمام بالتفاصيل لحياتهم اليومية. هل تصدق ان التكولجيا التى ايتكرها نيكولا تيسلا لازالت تمثل صدمة حتى بالنسبة إلينا نحن سكان الأرض المتحضرين! فى عصرنا المتقدم. ان ابسط إثبات هو ماذا سيكون رد فعلك عندما تعرف ان نيكولا تسلا تمكن من نقل الكهرباء لاسلكيًا منذ أكثر من مائة عام. هل شعرت بالإندهاش!

نعم لقد تمكن من فعل ذلك وبكفاءة عالية تفوق كفاءة النقل بواسطة الأسلاك وهذا ما سنناقشه فى حلقات أخرى.

لطالما حاول الإقتصاديون بأن يجعلوا من تيسلا شخصية مجنونة تثير السخرية. وما ساعدهم ان عقلية تسلا كانت متفردة ومختلفه تمامًا عن أى شخصٍ آخر موجود.. ومن خلال وسائل الإعلام نجحوا فعلاً فى جعله شخصية مجنونة وايضًا منبوذه من المجتمع العلمى. هذا لأنه كان يمثل خطراً داهمًا بالنسبة لمصالحهم الإقتصادية. واضطر تيسلا لأن يمضى آخر عشرون سنة من حياته معزولاً بسبب عدم توفر المال تاركًا أطنان من الكتب لكافة ابتكاراته الثورية بدلاً من تطبيقها العملى المباشر.

خلال فترة حياته سجل نيكولا تسلا أكثر من سبعمائة براءة اختراع. وهناك الآلاف غير مسجلة بسبب عدم توفر المال لتسجيلها.. لقد كان تيسلا مكسورًا دائمًا من الناحية المادية.
ولسوء الحظ العالم لا يكافئ من هم مثل تيسلا. نحن فقط نكافئ من يستطيع تحويل المفاهيم العلمية إلى سلع مادية قابلة للبيع والشراء.

لا يزال العلماء إلى اليوم يبحثون فى أوراق تيسلا العلمية المهملة من قبل العلم المنهجى. ربما يجدون شيئًا يفيدهم فى أبحاثهم. فالكثير من نظرياته التى واجهها الناس بكثير من السخرية. قد تم إثبات أنها حقيقية وليست هذيان عقل من قبل علماء اليوم. لقد تحدث عن امور كثيرة لم يفهمها أحد فى أيامه. فيبدو كما لو أنها جاء من المستقبل. مثل حديثه عن جسيمات لها شحنات جزئية فى الإلكترون واكتشفت فى عام ألفٍ وتسعمائة سبع وسبعون وتعرف بإسم الكوارك. وكذلك حديثه عن نظام معلوماتى عالمى نسميه الإنترنت. وأجهزة صغيرة يحملها الجميع فى جيوبهم تمكنهم من الاتصال بالعالم فى أى وقت نسميها الهواتف. وقد عرضه هذا للسخرية والاستهزاء من قبل أقرانه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق