إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

حلقة جديدة في مسلسل إفلاس الشركات

فوريفر 21.. حلقة جديدة في مسلسل إفلاس الشركات

من الواضح إن مسلسل إفلاس محلات البيع التقليدية في الفترة الأخيرة لسه موصلش لحلقته الأخيرة، وده بعد إعلان سلسلة محلات Forever 21 عن تقدمها لطلب حماية من الإفلاس تحت الفصل 11 من القانون الأمريكي.

طلب الحماية من الإفلاس ده معناه إن الشركة مش هتقفل ولكن هتاخد خطوات هيتم عن طريقها إعادة تنظيم وإصلاح أعمالها العالمية خاصة بعد حصولها على تمويل بقيمة 350 مليون دولار هايمكنها من إعادة التركيز على الأجزاء المربحة في أعمالها فقط، وبناء على ده الشركة أعلنت إنها بتخطط لإغلاق ما بين 300 إلى 350 فرع ليها الأقل ربحا بالنسبة ليها، منهم 187 متجر في الولايات المتحدة بجانب إغلاق معظم فروعها في أسيا وأوروبا مع مواصلة العمل في المكسيك وأمريكا اللاتينية، وده طبعا بالإضافة لتسريح آلاف الموظفين.

واللي مش عارف سلسلة محلات Forever 21 فهي بدأت سنة 1984 بمحل صغير في مدينة لوس انجلوس الامريكية عن طريق "دو ون شانج" وزوجته "جين سوك" المهاجرين من كوريا الجنوبية، ومن البداية Forever 21 كانت بتستهدف المراهقين والشباب وحتى كبار السن اللي عايزين يرجعوا لل21 من عمرهم تاني، وده من خلال تقديمها هي وبراندات منافسة ليها زي Zara و H&M مزيج من الملابس الأساسية رخيصة السعر على أحدث صيحات الموضة واللي حققت من خلاها نجاح كبير جدا.

النجاح الكبير اللي حققته سلسلة محلات Forever 21 في بداية الألفينات خلاها تتوسع بسرعة كبيرة جدا فأصبحت تمتلك حاليا أكتر من 800 فرع في 57 دولة حول العالم، لكن نجاح فوريفر 21 كان ابتدى تظهر عليه علامات التراجع من 2016، فالإيرادات في سنة 2018 انخفضت إلى 3.3 مليار دولار بعد ما كانت 4.4 مليار دولار في 2016، وكمان أعداد الموظفين تراجعت من 43 ألف موظف في 2016 إلى حوالي 32 ألف موظف حاليا، ده غير إن الشركة أصبحت بتعاني من دين بيصل حجمه إلى 500 مليون دولار.

أكيد دلوقتي بتسألوا ايه اللي حصل؟ وليه النجاح الخارق ده اقترب من الفشل بالطريقة دي، الحقيقة إن الأسباب والأخطاء ممكن تبقى كتيرة ومنها على سبيل المثال:

• النمو بسرعة كبيرة جدا: واحدة من أهم الأسباب اللي دايما بنقولها عند فشل الشركات الناشئة هو النمو والتوسع بسرعة كبيرة، وده برده من أهم الأخطاء اللي قامت بيها فوريفر 21، فهي قامت بافتتاح فروع ضخمة بسرعة كبيرة جدا في العديد من المولات ومراكز التسوق ومنها مثلا فرع ضخم وعملاق افتتحته سنة 2010 في تايمز سكوير بنيويورك، ده غير إن التوسعات دي كان في فترة الركود الاقتصادي اللي معظم الشركات كانت بتخفض من فروعها مش بتزيدها، وعلى حسب موقع  foxbusiness فإيجارات فروع فوريفر 21 في أمريكا بتترواح ما بين 247 ألف دولار إلى حوالي مليون دولار، ولكم أن تتخيلوا إن في خلال 6 سنين بس أصبحت سلسلة المحلات موجودة في 47 دولة بعد ما كانت موجودة في سبع دول بس.

• فقدان مجال تركيزها الأساسي: فوريفر 21 بدأت بتقديمها ملابس رخيصة وعلى الموضة للشباب اللي في العشرينات وكبار السن اللي عايزين يحسوا بالشباب، لكن بمرور الوقت الشركة اتشعبت أعمالها في اتجاهات كتيرة جدا، فعلى سبيل المثال ابتدت تبيع الأزياء الرجالية وأزياء الفتيات، ده غير إنها قامت بافتتاح محلات F21 Red في 2014 ودي مجموعة محلات بتقدم قطع الملابس الأساسية الخاصة بفوريفر 21 وبأسعار أرخص منها، وكمان أضافت في 2017 محلات Riley Rose المتخصصة في بيع منتجات التجميل، وكل ده طبعا كان عامل تشتت لتركيزها الأساسي ومصدرها نجاحها وهما فئة المراهقين اللي بيدوروا على حاجة سريعة يشتروها مش مبنى يدخلوا يتوهوا بين جوانبه.

• الدعاية السيئة: وفقا لتقرير صادر عن موقع Sprout Social فإن حوالي 9 من 10 عملاء هيتوقفوا عن الشراء من العلامات التجارية اللي معندهاش شفافية، ولو قسنا الكلام ده على فوريفر 21 هنلاقيها ممكن تكون عانت منه خاصة مع وجود كتير من الدعاوى القضائية اللي تم اتهامها فيها بانتهاك حقوق الطبع والنشر، وده كان سواء من العلامات التجارية الكبيرة زي بوما وأديداس أو حتى الصغيرة، وآخر القضايا دي كانت اللي رفعتها مغنية البوب الشهيرة "أريانا جراندي" وطلبت تعويض ب10 مليون دولار.

• المنافسة أونلاين: فوريفر 21 بجانب وجود منافسين ليها زي زارا واتش اند ام بيستهدفوا نفس قاعدة المستهلكين اللي بيحتاجوا الملابس العصرية رخيصة السعر، إلا إن مع التحول الكبير للمتسوقين في الشراء الاونلاين فالشركة واجهت صعوبات كبيرة في مواكبة التحول ده خاصة مع ظهور منافسين زي شركة ASOS المتخصصة في بيع الأزياء عبر الإنترنت وكمان براند زي Pretty Little Thing وغيرها من مواقع التجارة الالكترونية المنافسة، فلم تتخطى إيرادات فوريفر 21 من البيع الاونلاين 16% من إيراداتها فقط.

• تغير اتجاهات المستهلكين: الملابس سريعة التصنيع رخيصة السعر مبقتش هي الموضة دلوقتي وده لأن المتسوقين الشباب اللي بتستهدفهم فوريفر 21 بقوا يفضلوا الأزياء عالية الجودة وبأسعار مخفضة، ده غير إن بقى في شريحة من المستهلكين بقت تناهض صناعة الملابس السريعة اللي شايفين إنها بتأثر على البيئة من خلال نفايات الأقمشة ده غير ظروف العمل الصعبة اللي بيتعرض لها العمال في الصناعة دي، عشان كده ابتدوا يتجهوا لشراء الملابس المستعملة، وعلى حسب بحث عملته Statista في 2018 فصناعة الملابس المستعملة نمت بمقدار 28 مليار دولار عالميا.

التوسع السريع وعدم مواكبة التغير في اتجاهات المستهلكين والبيع الاونلاين من الأسباب اللي أدت لإعلان فوريفر 21 إفلاسها، وفي الحقيقة دي ممكن متبقاش لسه النهاية لكنها ممكن تبقى فرصة تركز فيها الشركة على الحاجة اللي هتخليها ناجحة وترجعها لسابق عهدها مرة تانية، واللي لو معرفتش تستغلها كويس مش هتكون موجودة Forever ولا حاجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق