إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 25 نوفمبر 2019

لو سمحت ماتضحكش!

لو سمحت ماتضحكش!
.
لو لاقيت كوميك ساخر فيه إيحاءات جنسية قذرة = ماتضحكش!.
.
ولو لاقيت حد بيستظرف بشعائر دينك وكاتب (أنا فهمت الكوميك القذر، مين داخل جهنم ناو!) = ماتضحكش!
.
لو شوفت مشهد من فيلم فيه إهانة أو قلة أدب في سياق ساخر وإن صدر من البطل فتى الشاشة = ماتضحكش!
.
لو حد قالك كلمة بتضايقك في سياق الهزار = ماتضحكش!
.
لو حد بيستهزئ بدينك وقيمك ومبادئك = ماتضحكش!
.
لو  في إجراء اقتصادي زود ضغوط المعيشة على الناس، والبعض خد الموضوع بسخرية = ماتضحكش!
.
لو سمعت معلومات مغلوطة بل فاسدة وتودي في داهية، ولكن في سياق برنامج كوميدي = ماتضحكش!
.
لو لاقيت حد قاصص مقطع ثواني مبتور من السياق ويوحي للناس معنى مغاير لمقصد المتحدث بهدف السخرية والضحك = ماتضحكش!
.
لو لاقيت حد مصور حد بدون إذنه وكمان في وضع غير مناسب عشان يعمل كوميك = ماتضحكش!
.
لو لاقيت حد بيسخر من حد قدامك = ماتضحكش!
.
أرجوك ماتضحكش!.
.
ماتضحكش لأن الضحكة هنا هي أشهر حيلة نفسية نستخدمها لنتجاوز الحرج، لأننا [لا نملك شجاعة المواجهة الجادة مع ميزان الحق والباطل]!.
.
ماتضحكش لأن السخرية أو الاستهزاء هو أبسط طريق وأسهل وسيلة للهدم والسلخ والكسر ولتسريب معتقدات وأفكار للإنسان دون أن يشعر.
.
الاستهزاء في اللغة مشتقة من الفعل (هزأ)، وفي المعجم نقول (هزأ الشيء = أي كسره).
.
وفي الإنجليزية، هتلاقي أصل كلمة (Sarcasm) مشتقة من الكلمة اليونانية(sarkazein) والتي تعني حرفيًا (تمزيق أو تجريد الجسد أو اللحم)!
.
ماتضحكش لأن ده الضحك هنا فيروس هيدخل جواك ويهدم احترامك وتوقيرك النفسي لكل قيمة ومبدأ واعتقاد حقٍ راسخ عندك.. وساعتها هتبقى زيهم دون أن تدري!
.
ماتضحكش لأن الي ضحكت عليه دلوقتي على استحياء، وغيرك ضحك على استحياء = بكرة هيبقى الباطل شيء عادي، والحياء سيفنى، والوقاحة وقلة الأدب هتبقى هي الأصل وهي معيار خفة الدم!.
ولو ضحكت على دي دلوقتي، مش هيبقى ليك عين تنكر على الأبشع منها قدام، حتى لو بقيت إنت الضحية!.
.
وساعتها الي هيقرر يقول كلمة حق ويواجه الناس بباطلهم وينكر عليهم هذا المنكر = هيبقى هو الغريب، الكئيب، المتشدد، الي بيسرح شعره على جنب، وبيقفل آخر زرار في القميص، وعايز دور الواعظ،… وهنحطله صورة ونيس ونسميه "شرطة الأخلاق" وهيبقى هو ضحيتهم القادمة.. وبعد كده الأخلاق والقيم والدين نفسه هيبقى مادة الخسرية القادمة.
.
لو سمحت اتعلم تكون واضح وشفاف مع نفسك، وقادر تتحكم في مشاعرك وأفكارك كويس.

اتعلم تنكر المنكر بلسانك، فإن لم تستطع فـ بقلبك .. أرجوك راقب قلبك وانفعالاته وانطباعات نفسك، لأن ده أضعف الإيمان!، وبعد كده هتبقى سكة ضلمة وسلسلة من التنازلات!.
.
حتى لو هتكون غريب و"مش كول" وأوبن ومنفتح وظريف ..

بس يكفي والله أن تكون صادقًا!، هُويتك واضحة لنفسك ولغيرك، قادر تحترم ذاتك ولا تكيل الأمور بمكيالين، وقادر تحب وتكره لأخيك ما تحبه وتكرهه لنفسك، وقادر ألا تخوض مع الخائضين!... حتى لو كان الخائضون هم التريند!.
.
لأن الفارق عظيم يا صديقي بين خفة ظلٍ ترضي الله عز وجل، وتداوي الجرح، وفيروس يمزقه!.
.
عسى ألا نكون ممن يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق…. وهم يعلمون!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق