إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 14 ديسمبر 2019

في فرنسا...

فى فرنسا  لو قررت تحضر مسرحية ووصلت متأخر ولو دقيقة واحدة وهى بدأت؛ مش هتدخل لو وقفت على راسك.. التوقيت الوحيد المسموح إنهم يخلّوك تدخل لو أتأخرت هو بين الفصول.. إنت مش جيت متأخر؟.. طب إتفضل أقعد إتلطع بره بقى لحد ما يخلص الفصل الأولانى وتدخل.. الحلو إنك حتى لو حاجز تذكرة VIP فى الصف الأول وجيت متأخر ودخلت بين الفصول وإستكمالًا لحالة العقاب اللى بتحصل بيخلّوك تقعد فى كرسى عادى فى صفوف متأخرة ورا ويرجعولك فرق سعر التذكرة.. ليه ؟.. الفكرة إنهم بيعتبروا إن أضعف وأهم لحظات الممثل هى أول ما الستارة تترفع ويواجه الجمهور.. دى أكتر لحظة الممثل بيكون مخضوض ومرتبك ومحتاج فيها التشجيع والدعم وعلى أساسها بيكمل بقوة أو بيبقى أداءه سخيف طول العرض.. يعنى اللى هو مش تبقى أنت كـ مشاهد جاى متأخر وبجح وعايز تيجى تنبسط وتتفرج على المسرحية وتقعد مرتاح وأنت مكنتش واقف معاهم فى أهم وقت محتاجينك فيه عشان بس فاكر إن مكانك محجوز !.. الأمور مش سبهلله!..  منطق غريب بس حلو والأحلى إنك تقدر تقيسه على الدنيا.. اللى شاركك لحظات تعبك هو بس اللى يستحق يكون فى الصفوف الأولى لحضور لحظات صفاءك ومزاجك المنشكح لما الدنيا تروق وتحلى.. مش اللى سابوك.. مش اللى وصلوا متأخر.. مش اللى كانوا السبب بشكل أو بآخر فى اللى حصل معاك.. مش اللى كان متأكد إنك محتاجه وعمل نفسه من بنها.. بعيد عن المسامح كريم.. بعيد عن إنه معلش أصله ماكنش قصده.. بعيد عن التبرير اللى ملوش تبرير.. اللى بيقفوا معانا فى لحظات الكسرة حقهم مهضوم ويستحقوا مش بس يقعدوا فى الصفوف الأولى لكن يقفوا معانا كتف بـ كتف فى الدنيا.. صنفوا الناس صح وحطوهم فى المكانة اللى يستحقوها سواء بالدعم أو التخلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق