إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

الشاب الأسمراني الجميل

الشاب الأسمراني الجميل اللي فى الصورة ده إسمه "أحمد الرهيفي".. عنده 22 سنة من سوهاج.. بطل حدوتة ماخدتش حظها من الإنتشار رغم إنها كانت هتتحول لتريند لو ماكنش "أحمد" ظهر فيها!.. من كام يوم كان "أحمد" قاعد على سطح سفينة سياحة من المنتشرة فى النيل فى أغلب محافظات الصعيد.. السفن السياحية المكونة من كذا دور دي واللي بيبقي معظمها عبارة عن كافيهات أو فنادق.. كان قاعد فى مؤخرة سطح السفينة منتظر أصحابه اللي إتأخروا عليه.. رغم إن عادةً "أحمد" مش بيحب يقعد على السطح خصوصاً فى الوقت ده الساعه 2 الضهر عشان الشمس، وبيفضل إنه يكون فى الأدوار اللى تحت، وعادةً برضه "أحمد" بيكون حاطط فى ودانه الهاند فري بيسمع حاجة من موبايله بس لسبب هو نفسه مش فاهمه؛ قعد على السطح ومارضيش يحط السماعات فى ودنه فى اللحظة دي!.. فجأة سمع هيصة عند مقدمة السفينة والناس بتجري عشان تتفرج!.. زيه زي باقي الناس راح عشان يشوف فيه إيه، ولقي فيه حد بيغرق وواضح من شكل الراس وشعرها إنها بنت!.. الناس حرفياً محدش كان بيقول غير "لا حول ولا قوة إلا بالله" و"يا ساتر يارب"!.. بدون تفكير وبكل الحاجات اللى كانت فى جيوبه محفظته وفلوسه وغيرهم؛ نط فى الميه من الإرتفاع ده عشان ينقذها.. الموضوع ماكنش محتاج ذكاء عشان يتفهم إن البنت بتحاول تنتحر خصوصاً إن المنطقة اللي  هي كانت واقعة فيها فى النيل كانت بتثبت إنها أكيد طلعت فوق السطح كإنها زبونة عادية رايحة تقعد فى كافيه وبعد كده نطت!.. "أحمد"  أول مرة ينزل النيل!.. "أحمد" أصلاً بيدرس فى كلية تربية رياضية وواخد دورة إنقاذ بس الفكرة إن اللي بيفهموا فى السباحة عارفين إن ميه النيل أتقل بكتير من ميه حمام السباحة وميه البحر.. وصل لها بصعوبة.. مسكها عشان يخرج بيها.. حاول يطمنها ويقول لها: (أنا جيت ماتخافيش خلاص ماتخافيش).. الموضوع كان محتاج شوية معافرة منه بالذات مع مقاومة البنت اللي كانت بتزقه بإيديها وبتصرخ "سيبني أموت!".. بالعافية سيطر عليها وخرجها من الميه وسلمها للصيادين أصحاب المراكب الصغيرة اللى كانوا واقفين الناحية التانية.. بسأله فى مكالمة بيني وبينه بعد ما خرجت عملت إيه.. رد: (رميت جسمي على الشط وقعدت أبكي بكاء هستيري من التفكير فى حكمة ربنا وإنه إزاي خلاّني سبب عشان أنقذ حياة واحدة ماعرفهاش!).. بقت مهمة الناس إنهم يهدوا "أحمد" اللي كان لسه مخضوض من الموقف لدرجة إن واحدة من موظفات الريسيبشن فى السفينة بتقول له: (إنت إزاي عملت كده! إنت كنت فى كامل قواك العقلية!).. رد عليها: (ماكنش ينفع أشوفها بتموت وماحاولش أنقذها، ولو كنت فكرت ماكانتش هتطلع).. "أحمد" أخدوا أقواله فى شرطة المسطحات المائية، والظابط المسئول هناك شكره.. وهيرجع يكمل دراسته تاني عادي فى سنة رابعة كلية تربية رياضية وهيدوب وسط ملايين المصريين الجدعان اللي قصص جدعنتهم بتظهر وتختفي فى الضل..  "أحمد" يستحق الشكر وإن الناس تعرف الحدوتة بتاعته اللي بتثبت إن البلد فيها رجالة رجولتهم مش مقترنة بسنهم، وبتثبت برضه إن حكمة ربنا وتدابيره فوق كل شيء وإن أى واحد فينا ممكن يكون فى لحظة سبب فى إستمرار حياة غيره..  جدع يا أبو حميد يا صعيدي يا جدع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق