إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

لماذا تنحى لاري بايج وسيرجي برين مؤسسا جوجل؟

لماذا تنحى لاري بايج وسيرجي برين مؤسسا جوجل؟

عادة بنشوف في الأفلام الأجنبي إن الشخص لما بيوصل لسن الشباب بيقرر ينفصل عن أهله ويببقى هو المسئول عن نفسه، بس المفاجأة إننا نشوف ده بيحصل في عالم الشركات خاصة بعد ما استخدم "لاري بايج وسيرجي برين"، مؤسسي شركة جوجل، الوصف ده في الرسالة اللي أعلنوا فيها تنحيهم عن منصب المدير التنفيذي لشركة Alphabet الشركة الأم لجوجل بعد 21 سنة من تأسيسهم ليها.

والحقيقة إن قرار التنحي ده كان مفاجئ لناس كتير، لكن اللي متابعين الشركة من فترة فهو مكنش مفاجئ ولا حاجة وده لأن "بيج" و"برين" تقريبا مكنوش بيظهروا في أي أحداث لها علاقة بالشركة في السنين الأخيرة، ده غير إن معظم مهامهم الإدارية اليومية كان بيتم تفوضيها لنوابهم، وحتى إدارة جوجل نفسها اللي بدأوها من 21 سنة، تركوها لـ"سوندار بتشاي" المدير التنفيذي لجوجل من سنة 2015.

وبالرغم من إن "بايج وبرين" أعلنوا تنحيهم عن منصب المدير التنفيذي ل Alphabet إلا إنهم هيفضلوا مكملين في مجلس إدارة الشركة وهيحتفظوا بنسبة 51% من أسهم التصويت بتاعتهم زي ما هي.

الكلام اللي فات ده بيودينا لسؤال مهم، وهو ليه مؤسسي واحدة من أكبر وأضخم الشركات في العالم خدوا القرار ده؟ ومين هو سوندار بتشاي اللي اختاروه عشان يمسك المنصب بدالهم؟

"بايج" و"برين" في بداية عملهم على محرك البحث جوجل كانوا سبب إن المعلومات الكتير اللي مفيش عليها كنترول على الإنترنت أصبح من الممكن احتوائها، ده غير إن طريقتهم في إدارة الشركة من خلال تقديمهم لمميزات سخية للموظفين بقت معيار لكل الشركات اللي بتشتغل في وادي السيلكون اللي جوجل تعتبر حجر زاوية ومكون رئيسي فيه.

وكل ده طبعا خلى جوجل تسيطر على كتير من الأسواق العالمية، فمن ناحية هنلاقي إن محرك بحثهم بيتعامل مع 9 من أصل كل 10 عمليات بحث بتتم على الإنترنت، ومن ناحية تانية برنامج الأندرويد اللي بيمتلكوه بيشغل تقريبا تلت أرباع التليفونات المحمولة على مستوى العالم، ده غير إن اليوتيوب اللي الشركة استحوذت عليه سنة 2006 بقي البديل الأول للتلفزيون عند أجيال كتير من الشباب حاليا.

التشعب الكبير اللي وصلتله جوجل في مجالات: البحث، الإعلانات، الخرائط، برامج السوفت وير، الفيديو على الإنترنت، ده غير المشاريع الناشئة في مجالات بعيدة عن تركيز جوجل زي طيارات الديلفري بدون طيار drone deliveries وغيرها، كان بيقابله قلة رغبة من "بايج وبرين" في الإدارة والمشاكل الكتير المتعلقة بيها بالإضافة لتفضيلهم التركيز على مشاريع تانية غير محرك البحث اللي بقي تقريبا ملوش منافس، عشان كده أعلن الثنائي سنة 2015 عن إعادة هيكلة شركة جوجل وتحويلها إلى شركة ألفابت Alphabet وهي شركة بتضم جميع المشاريع تحت مظلتها ومن ضمنها جوجل وتم الإعلان إن المدير التنفيذي لجوجل هيكون سوندار بتشاي.

والحقيقة إن من وقت تأسيس ألفابت وهما الاتنين أصبحوا منشغلين أكتر في المشاريع العلمية اللي بتهتم بتطوير الذكاء الاصطناعي والشركات الخاصة اللي أسسوها من مالهم الخاص بعيدا عن جوجل، لحد ما أخيرا تركوا أمر ألفابت وجوجل لسوندار بتشاي، والنقطة دي تنقلنا للسؤال التاني مين هو سوندار وازاي وصل إنه يكون المدير التنفيذي لواحدة من أكبر الشركات في العالم؟

سوندار بتشاي ولد في الهند وهو من أسرة متوسطة، التكنولوجيا الأساسية في حياته وهو صغير كانت امتلاك أسرته لجهاز تليفون الجيران بيجوا يستخدموه من عندهم لأن مكنش في ناس كتير بتمتلكه وقتها، والحقيقة إن لغاية سوندار ما راح للولايات المتحدة في منحة لجامعة ستانفورد سنة 1993 كان عمره ما امتلك جهاز كمبيوتر قبل كده.

بتشاي انضم لجوجل سنة 2004 وتدرج في الأدوار اللي كان مسئول عنها، فمن الإشراف على جوجل كروم، وبعدين بقى مدير منتجات جوجل ورئيس نظام التشغيل "أندرويد" والمدير التنفيذي لجوجل في 2015، لغاية ما بقى حاليا المدير التنفيذي للشركة الأم العملاقة ألفابت.

تولي "بتشاي" قيادة ألفابت وجوجل جاي في وقت مش سهل أبدا وده لأن الشركة بتعاني من تحديات كبيرة في الوقت الحالي:

• فعلى المستوى الخارجي، الشركة بتعاني من تدقيق الحكومات والمجتمعات في قارات مختلفة في أعمال الشركة واللي أدى لمشاكل قانونية وتنظيمية لجوجل خاصة المتعلقة بمواجهة الاحتكار وحماية الخصوصية.

• وعلى المستوى الداخلي، السنة اللي فاتت مثلا أعداد كبيرة من موظفي جوجل عملوا مسيرات احتجاجية ضد ثقافة العمل اللي شايفين إنها بتغض النظر عن مشاكل التحرش الجنسي والعنصرية جوه جوجل.

سوندار عادة بيتمتع بخطاب هادئ ومش بيميل للمواجهة، عشان كده رده على الاحتجاجات دي إنها مفيدة لجوجل وإن كل الاقتراحات البناءة اللي طرحها الموظفين هتساعد في تحسين السياسات والعمليات جوه الشركة وإن الشركة جادة في توفير مكان عمل آمن وشامل للجميع.

تنحي "لاري بايج وسيرجي برين" من رئاسة ألفابت هو بالتأكيد نهاية لمرحلة مهمة في تاريخ جوجل، واحنا حابين تشاركونا رأيكم عن المرحلة الجاية هل الإدارة الجديدة للشركة هتقدر تكمل في المسار وتواجه التحديات ولا لا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق